مقدمة
لا شك ان عملة بتكوين BTC هي عملة الكترونية ليست ضعيفة نظرا للاقبال عليها مقابل كميتها المحدودة والغير قابلة للزيادة، وبالتالي فإن للعملة مستقبل بمستويات اكبر بكثير من القيمة الحالية، اذا ما قصة التراجع والتذبذب احيانا؟؟
تتأثر العملة بلعبة الحيتان أصحاب الكميات الكبيرة من بتكوين، فهم يريدون المزيد، فيمارسون عمليات بيع وشراء بالكميات ويتلاعبون بسوق العملات.
دعونا نتعرف على وضع البتكوين حاليا، ومستقبلها إلى أين ؟؟
انطلاقة البتكوين ..
لن نتطرق الى تاريخ عملة بتكوين، فهي قد أصبحت معروفة للجميع بالفعل، ولكن سنتحدث في هذه الفقرة عن انطلاقة عملة البتكوين، لتساعدنا على فهم مستقبلها الى اين.
في عام 2009 كانت الصفقة الأولى لعملة البيتكوين كانت بين ساتوشي ناكاموتو وهال فيني وكانت قيمة الصفقة 100 بيتكوين. وتم الإعلان عن إنشاء موقع جديد ونشر النسخة الأولى من البرنامج P2P Foundation. تم نشر أول سعر تداول بين هذه العملة والدولار وكان سعر 1 بيتكوين يبلغ 0.001 دولار.
كانت بيتكوين بحلول عام 2013 واحدة من قرابة 493 عملة افتراضية حول العالم، وهي عملات لم تحصل على ثقة العملاء باستثناء عدد قليل منها، إذ بلغ وحدة العملة الأشهر بحلول نهاية ذلك العام 737 دولارا.
خلال 2013 تجاوزت العملة سعر 1000$ مما أدى الى موجة ذعر وإرباك في عدد من البنوك المركزية في الصين، وفرنسا، والهند؛ وفي ذلك العام سمحت شركة أبل بتداول استخدام العملة عبر تطبيقاتها.
في العام اللاحق 2014 ومع اكتساب العملة زخما، صعد عدد الوحدات المتداولة إلى قرابة 5.2 ملايين وحدة حول العالم، إلا أن سعرها شهد تذبذبا كبيرا ، ليبلغ متوسط سعر الوحدة الواحدة قرابة 320 دولارا.
في العام 2015 وبين تأييد وتحذير رسمي من عديد البنوك المركزية، تراجع سعر وحدة بيتكوين إلى متوسط 250 دولارا، مع تزايد عمليات شراء الوحدات حول العالم، إلى قرابة 8 ملايين وحدة.
واستعادت العملة الافتراضية ثقة الأسواق، وبدأت تسجل في 2016 ارتفاعات صوب 1000 دولار مجددا، وتسارعت وتيرة تبني العملة كأداة استثمار في 2017، لتتجاوز في يونيو/ حزيران من ذلك العام حاجز 2500 دولار.
وصلت بتكوين (BTC) الى أعلى مستوى تاريخي لها وهو 63470 دولار في 13 ابريل 2021، ولكنها سرعان ما تهاوت خلال شهرين الى أن وصلت الى مستوى 29700 دولار في 21 يوليو 2021 فاقدة تقريبا نصف قيمتها التي اكتسبتها خلال شهر ابريل، ولكنها بدأت بالتعافي والتقدم لترتقي الى مستوى 50 الف دولار في 22 أغسطس 2021.
عدد وحدات محدودة من البتكوين
لو سألنا كم عدد عملات البيتكوين BTC في العالم؟ ستكون الاجابة هي 21 مليون وحدة بتكوين فقط في العالم، 18 مليون وحده يتم تداولها، و 3 مليون وحده ما بين القابلية للتعدين والضياع في وحدات التخزين التالفة.
اذا عدد وحدات البتكوين محدودة في العالم، وفي ظل تزايد الطلب والرغبة في اقتناء هذه العملة، فإن هذه العملة لن تتراجع ابدا في سعرها ويتصل الى ارقاما مخيفة في المستقبل.
ما سر التراجع والتذبذب احيانا في سعر البتكوين؟؟
بتكوين هي العملة الرائدة في سوق العملات الالكتروينة المشفر كريبتو، وهي تؤثر ايجابا وسلبا على باقي العملات الأخرى، وهي ايضا مصدر القلق المزعج للحكومات حول العالم كونها غير خاضعة لأي رقابة ممكنة، لذا فإن محاربتها تتم بشكل مستمر للكبح من جموحها.
لذا يمكن أن نشير الى عدة عوامل تؤثر على سعر البتكوين وتذبذب السعر هبوطا وصعودا، من هذه العوامل:
أولا: محاربة العملة من قبل الحكومات والجهات الرسمية في الدول، في الصين مثلا وعدد من الدول تم حظر التعامل مع العملات المشفرة وتعدينها، هذا يؤثر بشكل رئيسي على سعر العملة.
ثانيا: عمليات القرصنة وسرقة الاموال الرقمية من كبرى الشكرات والمنصات، بالإضافة الى أن بعض الشكرات المختصة بتدوال العملات تختفي في ما أشبه بعمليات نصب كبيرة مختفية معها الملايين من العملات الرقمية.
ثالثا: الحيتان او كبار المستثمرين في مجال سوق العملات المشفرة، مثل شركة "تسلا" (tesla) المملوكة لرجل الأعمال الأميركي إيلون ماسك، وشركة "ماستر كارد" (MasterCard) للخدمات المالية، تلعب هذه الفئة والشركات دورا كبيرا في تذبذب سعر العملة صعودا وهبوطا، من خلال تصريحات او حركات مالية من خلال شركاتهم بما يخدم مصالحهم.
تعمل هذه الفئة على ضخ الاموال في سوق العملات المشفرة، وكسب ثقة المضاربين والمستثمرين الصغار حول العالم لدخول هذا المجال، ومن ثم يقومون بالتلاعب من خلال حركات بيع وشراء متتالية لزيادة أرباحهم على حساب الآخرين.
رابعا: المضاربة، تعمل المضاربة على ضخ استثمارات في العملة الافتراضية، ومن ثم سحب هذه الاستثمارات بشكل متوالي ما يؤدي الى تذبذب سعر البتكوين، وهذا عالي المخاطرة.
مستقبل بتكوين الى أين ؟؟
لا شك به أن عملة البتكوين ستقاوم كل العوامل السابقة وستستمر في الصعود، وفي المستقبل البعيد قد تصل الى ارقام ضخمة، ولن تؤثر تلك العوامل عليها سوا بالتذبذب فقط، وذلك لأسباب بسطية وهي محدودية عدد وحدات البتكوين، ولرغبة البشر عامة في الثراء، فالإغراء كبير ولا يقاوم، حيث أصبحت عملة البيتكوين، محور حديث أساسي على طاولة صناع القرار الرسمي، وحتى بين مجالس إدارات الشركات الكبرى والمستثمرين الذين يبحثون عن فرصة لزيادة ثرواتهم، أو أولئك الذين يطاردون حلم الثراء السريع.
بقلم: محمد حرب / فلسطين