يعتبر سوق العملات المشفرة سوقا حافلا بالإثارة نحو تحقيق الثروة، إلا أنه حافلا ايضا بالمخاطر، وعلى المستثمر او المضارب في سوق العملات ان يكون على علم بهذا السوق وتقلباته وخفاياه، والا فإنه يعرض نفسه للخسائر، لذا فالقاعدة الأولى عند الاستثمار في العملات المشفرة هو أن تغامر فقط بما أنت مستعد لخسارته.
وهناك طريقتين من الإستراتيجيات في التعامل مع سوق العملات المشفرة للربح منها، الطريقة الاولى هي المضاربة والطريقة الثانية هي الاستثمار، فما الفرق بينهما وما هو أفضل المضاربة ام الاستثمار ؟؟
اولا: الاستثمار
يعد الاستثمار من الإستراتيجيات التي تلاقي شعبية في سوق العملات المشفرة وهي شراء عملة محددة والاحتفاظ بها مدة طويلة من الزمن مهما تقلبت الأسعار، حتى تحقق مستوى ترضاه من الربح فتقوم بالبيع، وهو ما جعل الكثيرين يحققون أرباحا رغم تقلبات السوق، أو تحتفظ بالعملات طوال الحياة، وكأنك تختفظ برصيدا في البنك.
وبشكل عام فإن الاستثمار في مجال العملات المشفرة يفترض أن يكون طويل المدى ولا يقبل عليه إلا أصحاب الخبرة والنفَس الطويل.
ثانيا: المضاربة او التداول
المضاربة ( التدوال في بورصات العملات الرقمية ) أيضا تعد من الإستراتيجيات الشائعة التي يلجأ اليها الطامحين الى المرابح السريعه، وهي تقوم على مبدا مراقبة عملة او عملات معينه، وشارء كميات منها حين تهبط، وبيع الكميات كلها حين يرتفع سعر العملة، مما يجلعه يحقق ارباحا سريعة يومية او اسبوعية.
ولكن المضاربة تتطلب مهارة عاليه، فهي تتطلب الخبرة والدقة، كي تستطيع التخطيط للعملية، فمطلوب منك التنبؤ بدقة حين تهبط العملات ما هو القاع الذي تصل اليه، فقد تقوم على سبيل المثال بالشراء خيت تهبط العملة متوقعا انه وصلت الى قاع، ولكن تتفاجأ بعد الشراء بأنها استمرت بالهبوط، وهكذا تكون قد وضعت نفسك في مأزقا وعليك الصبر حتى ترتفع العملة مجددا وتستطيع بيع الكمية.
كمضارب احذر من البيع تحت طائلة الخوف
من المهم جدا أن يبقى المستثمرون هادئين ويبتعدوا عن البيع في فترات الهلع عندما تبدأ الأسعار بالانخفاض، فقد يخطيء المضارب في تقدير مستوى الهبوط، او يحدث حدثا مؤثرا سلبا على سوق العملات، فتستمر في الهوبط والتراجع، فأذا قام ببيع ما قام بشراؤه بداعي الخوف والقلق فإن الخسارة نصيبه.
مثال يوضح الفرق بين الاستثمار والمضاربة
يمثل هذا الشكل عملة سولانا SOL، فلو نظرنا الى الاتجاه العام للعملة على المدى الطويل، لوجدنا انه نمط تصاعدي، وهذا مربح جدا في حالات الاستثمار، ولو نظرنا الى التقلبات الموجودة خلال شكل الصعود، هذه التقلبات هي ما يحاول استغلالها المضاربون للربح السريع.
ما هو أفضل الاستثمار أم المضاربة في سوق العملات؟
هناك أوقاتا يكون فيها الاستثمار أفضل من المضاربة، وأوقاتا تكون المضاربة فيها أفضل من الاستثمار، وأوقاتا يكون الابتعاد عن السوق هو الأفضل، علاوة على ذلك هناك أناس يكون الأفضل لهم الاستثمار بدلاً من المضاربة، وأناس آخرون تكون المضاربة أنسب لهم من الاستثمار.
بمعنى، ان لكلا العمليتين مهارات مطلوبة، فإن تحققت نجحت الاستراتيجية، فهذا يعتمد على نوع العملة، كم المعلومات عنها، هل الشخص مطلع خبير ام مبتديء، هل السوق يعاني من تقلبات عنيفة؟
الخلاصة، لكل استراتيجية منهما مميزاته، لكن الغالبية تفضل الاستثمار على المضاربة، نظرا لأن المضاربة تنطوي على مخاطر أكبر وتحتاج الى مراقبة كثيفة والكثير من التوتر والقلق.